ودعتَنا وودعتْنا الكوميديا .. الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا



الستار مغلق ونحن جلوس في صالة المسرح، مشدوهون مصدومون ليس بما نشاهد من عرض مسرحي مقدما أمامنا، وإنما بما تناهى إلى سمعنا عبر مختلف الوسائل الإعلامية من خبر عن وفاة الفنان المسرحي عميد الكوميديا ورائد من رواد المسرح في الكويت والخليج العربي عبدالحسين عبدالرضا الذي وافته المنية يوم الجمعة11/8/2017م في لندن.


أغلق الستار إذا، ونحن الآن ك"بني صامت" لا نعرف ما نقول من شدة الصدمة، لكننا وإيمانا منا بالقضاء والقدر وبأن هذا الطريق هو طريق الحق لابد وأن نستجمع قوانا ونقول إنا لله وإنا إليه راجعون، ورحم الله فقيدنا وأدخله فسيح جناته، ولابد أن نعزي أنفسنا وكويت المحبة، حكومة وشعبا ومسرحا بفقيدنا الغالي الذي لن تنساه القلوب لأنه سيحيا داخلها، كما نعزي أبناءه وعائلته سائلين الله أن يلهمهم الصبر والسلوان على مصابهم.
أغلق الستار على رجل كان يقف خلفه، وطالما فتح من أجله، فقد قضى حياته واقفا عليها كفارس من " فرسان المناخ" لأكثر من خمسين سنة حب لا "30يوم حب" فقط وبحب أكبر تابعه في وقفته هذه "عالم نساء ورجل" بل ورجال حتى " حط الطير.." أخيرا" و"طار الطير" بل حلقت روحه إلى السماء، إلى بارئها وهو يلوح بيديه مودعا "باي باي لندن" فيرد الخليج توديعته غير مصدق للخبر الجلل، فيأتي يقين الخبر ليقول لنا: إن الفنان الكبير أطلق شهقته الأخيرة ومعها " باي باي عرب"، أترحل هكذا يا أبا عدنان؟! " على الطاير"، لا نحب رحيل القناصين سريعا وأنت قناص المسرح، والبطولات والأفيهات الضاحكة " قناص خيطان".
 رحل بعد أن زرع في قلوبنا حسرة برحيله، حسرة بفقدان عميد الكوميديا الذي طالما زرع البسمة في القلوب، فقد ارتبط اسمه بالبسمة وحدها ولا شيء غيرها في قلوب محبيه وجمهوره؛ لذلك يا أبا عدنان سنظل نحن المسرحيين، ونحن أبناء الخليج نذكر هذه الابتسامة التي زرعتها في أفواهنا، ونذكر "فرحة الأمة" كلها حين كنت تقف على الخشبة وكل حواسنا معلقة ب"صقر قريش" وبالكوميديا الرفيعة التي سيطلقها في هذه اللحظة أو تلك.
رحلت وتركت لنا إرثا ثقيلا في الذاكرة عنك، تركت لنا مسرحا لابد وأن يطوف حوله الكتاب متى ما أرادوا أن يوثقوا للمسرح الكويتي أو الخليجي أو الكوميدي، وتركت لنا مسرحيات سيعود لها الشباب متى ما احتاجوا إلى دليل ومرشد حي يسيرون عليه في الاشتغال على الكوميديا الهادفة؛ ليعرفوا أن الطريق إلى القلوب هو طريق الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا. 
.....

* ينشر بالتزامن مع جريدة الوطن

.....